وسط إجراءات أمنية وانتشار ملحوظ للمتطوعين أمام محيط بنك الدم المركزي، توافد ابناء الجالية الأردنية للتبرع بدمائهم طواعية حبا للكويت وعرفانا منهم بجميل دولة احتضنتهم وأكرمتهم على أرضها، فمبجرد الإعلان عن المبادرة التي جاءت تحت شعار «وفاء للكويت.. دمنا واحد»، بالتنسيق مع السفارة الأردنية وتحت رعاية السفير صقر أبوشتال، تسابق أبناء الجالية تلبية للنداء بدافع الحب وإيمانا بالمسؤولية الاجتماعية والواجب الوطني.. هي ليست كلمات تردد في مثل هذه المواقف بل هي طبيعة شعب جبل على العطاء وعرف بالنشامة والشهامة.

«الأنباء» تواجدت مع أبناء الأردن ورصدت آراءهم ونقلت محبتهم، فإلى التفاصيل عبر السطور التالية.

في البداية، قال أمين عام الجالية الأردنية بالكويت نبيل العبدالله، انطلاقا من واجبنا الوطني ومسؤوليتنا الاجتماعية تجاه الوطن نظمنا هذه المبادرة للتبرع بالدم بعد تنسيق مسبق مع بنك الدم المركزي منذ 10 ايام، مراعاة لعدم التجمع، حيث بدأ أفراد الجالية بالتوافد منذ الساعات الأولى للصباح وفق المواعيد المحددة وبلغت الأعداد ما يقرب من 130 شخصا حتى الآن، واشار العبدالله الى التزام أبناء الجالية بالتعليمات والإرشادات التي دعت إليها وزارة الصحة، وحرص فريق «الكويتي بالقمة التطوعي» على تنظيمها والاشراف عليها.

واختتم قائلا: «ولا نستطيع اغفال دور رجال الداخلية وهم جنود الخفاء منذ بداية الأزمة ونلحظ تواجدهم وتصدرهم في جميع المشاهد ونتلمس حرصهم على جميع الأفراد سواء كانوا مواطنين أو مقيمين وهو ما يؤكد أننا اخوة مصيرنا مشترك وهمنا واحد.

تضافر الجهود

من ناحيتها، قالت رئيسة فريق «كويتي بالقمة التطوعي» مناير العنزي: تحركنا جميعا المسؤولية المجتمعية، وتسايرنا قناعة بان الجهود الرسمية وحدها لا تكفي، وبأن تضافر الجهود الأهلية معها يشكل ضرورة للحد ممن انتشار الڤيروس.

وأضافت: نتواجد اليوم مع إخوتنا من أبناء الجالية الأردنية في مباردة التبرع بالدماء لصالح بنك الدم المركزي، وذلك بالتنسيق مع السفارة الأردنية التي وفرت القفازات والكمامات والمعقمات الى جانب العصائر والاطعمة، وأضافت: تطوعنا هو شيء بسيط نقدمه لبلدنا الغالية في محنتها وتلاحم لابد منه بين جميع من يعيشون على هذه الأرض الطيبة».

وبينت أن أفراد الفريق يقومون بتقديم المواد الطبية للمتبرعين ويقومون بفحص درجة الحرارة، كما يؤكدون على المتبرعين بضرورة التباعد الاجتماعي حفاظا على سلامتهم وتيسيرا لسير العملية ولمسنا تعاونهم والتزامهم بالتعليمات.

شكر وعرفان

وفي السياق ذاته، قال المتبرع خالد الشرمان من الجالية الأردنية: «جئنا اليوم لتلبية مبادرة «وفاء للكويت.. دمنا واحد» وهو ليس مجرد شعار أو كلمات نرددها فكل أردني شريف على هذه الارض الطيبة يحركه شعوره بالواجب تجاه الكويت وهذه المباردة ليست سوى شكر وعرفان للعديد من المبادرات الإنسانية التي قامت بها الكويت وقدمتها في السابق، وتقديرا لمواقف صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد التي تطوق أعناقنا جميعا، سائلا المولى القدير ان يرفع هذه الغمة عن الكويت وأن تنعم بالأمن والأمان ويحفظها الله من كل سوء ومكروه».


علاقات وطيدة

وشدد رئيس اللجنة التطوعية في الحملة مصطفى الحرباوي، على أنهم يمثلون عينة بسيطة من جموع الأردنيين الراغبين في التبرع، والوقوف إلى جانب إخوتهم من المرضى في كل مكان داخل الكويت، خاصة في ظل العلاقات التاريخية الوطيدة بين الشعبين والبلدين الشقيقين، والتي تجمع بينهما على مدى مئات السنين.

ووجه عدد من أبناء الجالية الأردنية الشكر إلى الكويت قيادة وحكومة وشعبا، لما تقوم به من جهود لمواجهة فيروس «كورونا» المستجد، معربين عن استعدادهم للتطوع والعمل وتقديم كل ما يلزم للمساعدة في دعم جهود محاصرة الڤيروس.

 
Top