أكد نائب رئيس اتحاد وسطاء العقار عماد حيدر، أن إعفاء مستأجري الشقق من إيجاراتهم خلال أزمة كورونا تحول لمعالجة اقتصادية مستحقة للحفاظ على معدلات الإشغال، وتفادي تعرض القطاع لضربة شواغر إضافية ستزيد التعقيدات في بيئته التشغيلية.
ولفت حيدر في تصريح لـ«الراي» إلى أن البنوك أجلت قروض المواطنين والمستثمرين المتضررين من كورونا بين 3 إلى 6 أشهر، تجاوباً مع تداعيات الأزمة، ما يستوجب أن يترتب عليه تيسيرات عقارية من الملاك لمستأجري الشقق لديهم موقتا، حتى لا يكونوا تحت ضغط ترك وحداتهم قهراً.
وأشار إلى أن أهل الكويت جبلوا على التعاضد والتكاتف وقت الأزمات وهي سمات نجت الكويت في مختلف أزماتها من المخاطر ما يشجع ملاك العقارات على إعفاء مستأجريهم ولو 3 أشهر من الإيجارات، مراعاة للتغيرات الوظيفية التي طرأت على شريحة واسعة من الموظفين.
ونوه حيدر إلى أنه في أسوأ الظروف ولتلبية الشركات العقارية لمصاريفها التشغيلية يمكنها تحصيل رسوم بسيطة من المستأجرين ولو بمعدلات تكفي تغطية تكاليفها، موضحاً أن اتحاد وسطاء العقار دعا ملاك العقارات سواءً أفراد أو شركات عبر حملة تحت شعار «ساعد مستأجرينك»، إلى الإسراع في اتخاذ خطوات تخفف الأعباء عن مستأجريهم، قبل أن يشهدوا إخلاءات بالجملة ستكون كلفتها أكبر عليهم في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد حالياً مراعاة للظروف الراهنة التي تسببت بوقف الأنشطة الاقتصادية وتأثر دخل المستأجرين.
وإلى ذلك أشار أصحاب عقارات إلى أن القرار الحكومي بالسماح بمغادرة نحو 67 ألف معلم في القطاعين العام والخاص البلاد مع عائلاتهم بعد تأجيل استئناف العام الدراسي لنحو 6 أشهر، سيؤثر على القطاع العقاري بشكل كبير، مع إمكانية إخلاء شريحة كبيرة من هؤلاء شققهم، تفادياً لتحملهم إيجارات هذه الفترة الطويلة، ما يستلزم مبادرة من أصحاب العقارات تحافظ على مستأجريهم، قبل فوات الأوان.
وأكد عقاريون أن إحجام المستأجرين عن سداد الإيجارات من شأنه أن يدفع الملاك إلى اتخاذ خطوات تهدئ مخاوفهم من عدم القدرة على السداد، بغية الاحتفاظ بمستأجري بناياتهم، لافتين إلى أن الإعفاء من الإيجارات أو اللجوء إلى تخفيضها حتى زوال أزمة كورونا الطريقة الأفضل للملاك للحفاظ على معدلات إشغال بناياتهم على المدى البعيد، إذ من شأن ذلك أن يثني المستأجرين عن الإقدام على إخلاء وحداتهم.
وبينوا أن القطاع يعاني أصلاً وفرة المعروض، في حين أن كلفة عدم إقدام الملاك على خطوة الإعفاء أو خفض الإيجارات ستكبّدهم خسائر فادحة، وقد يجدون عماراتهم خلال فترة قصيرة خالية، ليعانوا بعدها بشكل كبير في تسكين الشواغر.
المستأجرون توقفوا
أفاد ملاك عقارات بأن شريحة واسعة من المستأجرين في مختلف مناطق الكويت توقفت عن سداد إيجارات مارس، بسبب انقطاع تدفقاتها الوظيفية، معربة عن تمنيها أن يتفهم الملاك الضغوط التي يتعرضون لها بإعفائهم من دفع إيجاراتهم موقتاً أو تخفيضها.كما علم أن شريحة واسعة من السكان تقدموا لملاك العمارات التي يسكنون فيها بكتب التماس جماعية طالبوا فيها بإعفائهم من سداد قيمة الإيجارات لمدد مختلفة، أو تخفيض الإيجارات، بعد توقف أنشطة عديدة.